الأربعاء، 16 مارس 2011

أين العربُ عن نـُصرة شعب البحرين الأعزل
  
اعتصامات الشعب البحريني في ميدان اللؤلؤة واحتجاجاته أفزعت حكومات الخليج العربي لأنها اعتبرت تلك الاعتصامات فاتحة لدعوات مماثلة للتغيير في تلك المنطقة فتنادت تلك الحكومات لنصرة حكومة البحرين ضد شعبها بذريعة حفظ الأمن، ولكن أي أمن؟ هل هو أمن الشعب أم أمن النظام الحاكم؟! وتدفقت قوات درع الجزيرة على البحرين وبدأت عملية قمع للمتظاهرين المسالمين ولم تثر  ثائرة الإعلام العربي كما ثارت ضد حكومة العقيد معمر القذافي، ولم يتنادَ وزراء الخارجية العرب إلى عقد اجتماع طارئ، بل ولم يظهر مراسلو قناة الجزيرة وقناة العربية في شوارع المنامة ليصوّروا كل صغيرة وكبيرة، ولم يتباكوا على المدنيين العُزل مثلما كانوا يتباكون على مدنيي غزة أو ليبيا، ولم يطالب الأمين العام للجامعة العربية مجلس الأمن بعقد اجتماع لاستصدار قرار يوفر الحماية لشعب البحرين. فهل هذا تناقض عربي؟! الصحيح أنّ هذا ليس تناقضا عربيا وحسب، بل هذه وقاحة عربية تدعمها امبراطريات المال والإعلام الضال والمـُضلـِّل، قامت قيامة وزراء خارجية الحكومات العربية لصالح ثورة الشعب الليبي إلى حد المطالبة بحمايتها دوليا حتى لو اقتضى ذلك تدخلا عسكريا أمريكيا في الجماهيرية الليبية. ولم يطل الأمر حتى انكشفت عورات ذلك النظام العربي المهترئ المنافق، فهذه حكومة البحرين مدعومة بجيوش خليجية تنقضُّ على شعبها الأعزل وتبطش به بما يشبه البطش الإسرائيلي بالفلسطينيين، و يا لهول المفاجأة! انخرستْ أصوات وزراء الخارجية العرب، وانخرستْ أبواق الإعلام العربية ولا سيما الخليجية منها، ولم تدع إلى وقف الذبح بحق الشعب البحريني، ناهيك عن أن أحدا لم يطالب لهم بحماية دولية. إذا عُرف السبب بطل العجب، فالبحرين فيها قواعد عسكرية أمريكية ويحول وجودها دون تطبيق حظر جوي على البحرين، كما أنّ تضعضع وضع النظام في البحرين ينذر بانهيارات أخري في منطقة الخليج الغنية بالنفط والتي تشكل منطقة استراتيجية بالنسبة لأمريكا والغرب عموما. لكنّ أقل ما يمكن أن يطلبه المواطن العربي هو أن تتوقف فضائيات الخليج العربية الكبرى عن التباكي بدموع التماسيح على الشعب الأعزل في ليبيا وفي غزة حتى لا يتعرض موقفها لمزيد من الحرج أو لمزيد من الانتقاد اللاذع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق