الجمعة، 29 مارس 2024

 

هناك تعليق واحد:

  1. مع طلبتي في مساق اللغة العربية التطبيقية..
    د. محمد الجاغوب

    هذا المساق يكتسب أهمية خاصة لأنه يتناول علاقة اللغة العربية بالرقمنة ، اي دخولها العصر الرقمي وعلاقتها بالإعلام.. فدخول لغتنا العصر الرقمي يتطلب إيجاد برامج تعليمية جديدة ومعالجتها إلكترونيا كالمعاجم الإلكترونية والمُكنز العربي والمُحلل الصرفي والمدقق النحوي والمدقق الإملائي وبرنامج دعم النطق والتنغيم وغيرها من البرامج الرقمية المستحدثة،..

    إنّ تطبيقات حوسبة اللغة متعددة وخصيبة بدءا من الترجمة الآلية وانتهاء بالرقمنة، وهذه مسؤولية تقع على عاتق علماء اللغة العربية وعلماء تكنولوجيا المعلومات معًا .. غير أنّ هذه التحولات الرقمية تتسع لتشمل الواقع اللغوي في الحواضن التكنولوجية الذي يكشف عن شيوع ظاهرة التهجين اللغوي والتي تتجلى في عدد من الظواهر الدخيلة، مثل: الثنائية والازدواجية والرَومنة والاختزال واستبدال الأرقام بحروف عربية والرسومات التعبيرية التي هي عبارة عن وجوه صفراء دائرية ذات دلالات لغوية..

    لقد سبّبت ظاهرة التهجين اضطرابا في اللغة العربية بدءا من عصر الفضائيات وصولا إلى عصر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت لغات جديدة منكرةٌ تخلط العربية بلغات أجنبية مثل (العربيزي) المنحوتة من كلمتي عربي وإنجليزي، ولغة (العربتيني) المنحوتة من كلمتي عربي لاتيني، وقد انتشرت هذه الاستعمالات مع انتشار الهواتف الذكية مثل أنا رايح هناك إذن سي يو... و (كنت في الحفل انا وماي فريندز) ، وكلمة (إن شاء الله inshallah)، (سآتي غدا..نو بروبلم) و (رمضان مبارك Ramazan Mubarak). أو وضع رقم 3 مكان حرف العين (ع) ورموز الإيموجي Emoje او ما يُعرف بلغة الجسد الى آخر ذلك من ضروب الهذيان.

    أمام هذه التحديات ينبغي علينا كطلبة وأساتذة ان ننحاز إلى لغتنا القومية والاعتناء بها والتركيز على العربية الفصيحة ونبذ اللهجات العامية الدارجة، فالعربية الفصيحة توحّد ولا تفرّق، ويعرفها كل العرب، أما اللهجات العامية فهي تفرّق ولا توحّد... لطلبتنا الأعزأء تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح..

    ردحذف