السبت، 26 فبراير 2011

ما هي حقيقة الشيخ يوسف قرضاوي


ما هي حقيقة الشيخ يوسف قرضاوي
بقلم رئيس مُفوضية إسرائيل في قطر - عن صحيفة (إسرائيل اليوم) 25/2/2011

في 18 شباط ( فبراير) 2011 عاد الشيخ يوسف القرضاوي إلى مصر بعد مكوثه عشرات السنين خارج وطنه، كان البعض يعتقد أنه مُبعدٌ عن مصر وأنّه مطلوبٌ للسلطات المصرية وهذا الاعتقاد ساعد على إحاطة القرضاوي بهالة من الاحترام والتبجيل. لكنّ الحقيقة تقول أنّ القرضاوي كان يستطيع العودة لمصر لو أنه كان مَعنيا بذلك. وقد سافر قرضاوي للقاهرة في 31 آب (أغسطس 2006 وخطبَ في اتحاد الصحافيين من غير أن تعتقله السلطات المصرية أو تضايقه . وزَعَمَ أشياعُه ومناصروه  أنه ممنوع من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الأمريكيين يشكون من وجوده في قطر. لكنني وفي فترة مكوثي في قطر قالت لي السفيرة الأمريكية اليزابيث ماكيون: إنها اعتادت لقاء القرضاوي وإنّ الزعيم الورع  قال لها من جملة ما قال: إنّ ابنته تدرس في لندن وإنها لا تضع الحجاب على رأسها. وقالت ماكيون: لم يُقدّم القرضاوي طلبَ سِمة دخول للولايات المتحدة ولو قدّمها لحصلَ عليها. وقد قدّرَ الأمريكيون سببَ الإشاعات بأن القرضاوي مطرود من مصر وممنوع من دخول أمريكا بأنّه يعود لرغبة القرضاوي في تعزيز صورته في العالم الإسلامي لأنه يعارض الغرب والزعماء الفاسدين الذين يأتمرون بإمرَتِه .
وقد حوّلَتْ  قناة الجزيرة القرضاوي من زعيم ديني مصري الى أهم مُـفتٍ إسلامي في العالم من خلال مشاركته  في البرنامج الأسبوعي المُسمّى 'الشريعة والحياة والذي كان يقدمه أحمد منصور ربيب الإخوان المسلمين، وقد جَعَلتـْه شعبية البرنامج شخصية مركزية في العالم العربي وشخصية ذات قيمة كبيرة في نظر حكام قطر. وكان تأييدُ القرضاوي  أنْ مَنـَحَ حكامَ قطر الشرعية الإسلامية التي يحتاجونها ومقابل ذلك حَظِيَ القرضاوي برعاية الأمير السخية وبعطاياه الجزيلة.  
في عام  1999 وصلتُ قـَطـَر لأعمل فيها رئيسا للمفوضية الإسرائيلية في الإمارة، التقيت رئيس جامعة قطر وطلبتُ أن يُنظـِّمَ  لي لقاء بالقرضاوي فقال لي: القرضاوي ذخيرة قومية ولا يُدارُ من الجامعة بل من قصر الأمير مباشرة.
بعد انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000 كان القرضاوي هو الذي منحَ  زعيم حزب الله (حسن نصر الله) الشرعية في العالم السُنـيّ  فقد قال القرضاوي آنذاك: إنّ السيد حسن نصر الله مُسلمٌ حاربَ إسرائيل وانتصر وينبغي تأييدُه تأييدا تامًّا. ثم تغيّرت لغة القرضاوي في السنين الأخيرة تجاه حِزب الله وتجاه السيد نصر الله تغيّرا كبيرا تبعًا لمواقف الزعماء العرب الذين لم يكونوا يتمنون انتصار حزب الله.  وبعد انتصار ثورة يناير المصرية وسقوط نظام مبارك يسعى القرضاوي لأن يكون صورة سُنيّة مصرية للإمام الخميني الذي قاد ثورة شيعية أسقطت حُكمَ الشاه في إيران عام 1979. كان القرضاوي حتى السنين الأخيرة يشكّ في القدرة على إحداث تغيير سياسي في مصر وفضّلَ تعزيزَ صورته في قطر، أمّا الآن فقد بات يؤمن  بأن ميزان القوى في مصر قد تغير، وأنّ الإخوان المسلمين يقفون أمام نافذة فرص تاريخية، وللقرضاوي في هذا الصدد ورقـتا لعب مُهمّتان، هما: قناة الجزيرة ومالُ الأمير القطري  وسيلعبهما لتحقيق مآربه في مصر، ولكنّ الذي يحول بين القرضاوي وبين تحقيق طموحاته هو الجيش المصري العارف جيدا بخططِه وبخطط الإخوان المسلمين السياسية.

الاثنين، 21 فبراير 2011

نظرة على سياسات العقيد الليبي معمر القذافي

قام العقيد الليبي معمر القذافي بثورة الفاتح يوم الأول من أيلول سبتمبر 1969 ضد النظام
الملكي السنوسي ، وبعدها بأشهر قليلة قام بطرد القواعد الأمريكية والبريطانية التي كان يستضيفها السنوسي على أرض ليبيا ، وبذلك فاز العقيد معمر القذافي بمعاداة الدول الغربية، تحمّس العقيد القذافي لفكرة وحدة الوطن العربي فحاول تحقيق شيء منها مع كل من مصر  وتونس فلم يفلح في تحقيق حلمه، ونتيجة حماسته لفكرة القومية العربية غضبت عليه التيارات الإسلامية فناصبته العداء. بلغ من عداء أمريكا له أن قصفت الطائرات الأمريكية قصرَه في مطلع الثمانينات، ثم اتهمته الإدارة الأمريكية بإسقاط طائرة (البان أمريكان) فوق مديبنة (لوكربي) البريطانية، على أثرها بلغ العداء الأمريكي للعقيد ذروته ففرضت عليه وعلى بلاده حصارًا محكما شاركت فيه دول عربية عانت منه ليبيا كثيرا وطويلا ، لم يقف أحد من القادة العرب إلى جانب ليبيا ، غير أنّ نفرا من القادة الأفارقة قاموا مجتمعين برحلة جوية إلى طرابلس الغرب لكسر الحصار الأمريكي المفروض فما كان من العقيد القذافي إلا أن أدار ظهره للعرب واتجه لإقامة اتحاد إفريقي فرفع شعار  خارطة القارة الإفريقية، وظل القادة العرب متفرجين إلى أن طرأ تحول على سياسة العقيد فقرر تسليم المتهمين الليبيين ودفع فدية باهظة لضحايا الطائرة الأمريكية المنكوبة ومنذ ذلك الوقت أخرج العقيد بلاده من دائرة العداء الأمريكي. لكن العقيد القذافي كان الوحيد من بين الزعماء العرب الذي انتقد غزو أمريكا للعراق وانتقد الدول العربية التي سهّلت لأمريكا ذلك الغزو  ، وكان الزعيم العربي الأوحد الذي انتقد صمت الزعماء العرب إزاء محاصرة إسرائيل للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وانتقد صمتهم إزاء اعتقال أمريكا للرئيس العراقي صدادم حسن ومحاكته وإعدامه
د. محمد الجاغوب